منتديات نور المعرفة والابداع

الجن والشيطان Sasa_b10

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات نور المعرفة والابداع

الجن والشيطان Sasa_b10

منتديات نور المعرفة والابداع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    الجن والشيطان

    lahsan hoho
    lahsan hoho
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 366
    السٌّمعَة : 3003
    تاريخ التسجيل : 27/11/2009
    العمر : 30
    الموقع : www.maarifa.hooxs.com

    بطاقة الشخصية
    المثقفون:
    الوطن:

    الجن والشيطان Empty الجن والشيطان

    مُساهمة من طرف lahsan hoho الجمعة يناير 01, 2010 3:11 pm

    الجن عالم غير عالم الإنسان و عالم الملائكة، بينهم و بين الإنسان عامل مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل و الإدراك، و من حيث القدرة على اختيار طريق الخير و الشر، و يخالفون الإنسان في أمور أهمها أن أصل الجن مخالف لأصل الإنسان.
    و سموا جنّاً لاجتنانهم : أي استتارهم عن العيون، و قال ابن عقيل " إنما سمي الجن جنّا لاجتنانهم و استتارهم عن العيون، و منه سمي الجنين جنيناً، و سمي المجنّ مجنا لستره للمقاتل في الحرب".
    و جاء في محكم التنزيل : ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) الأعراف 27 .
    وأخبرنا الله جل و علا أن الجن قد خلقوا من النار في قوله: ( و الجان خلقنه من قبل من نار السموم ) الحجر 27 و في سورة الرحمن ( خلق الجآن من مّارج من نار ) الرحمن 15 و قد قال ابن عباس، و عكرمة، و مجاهد، و الحسن و غير واحد في قوله : ( مّارج من نار ) طرف اللهب، و في رواية من خالصه و أحسنه: و قال النووي في شرحه على مسلم:المارج : اللهب المختلط بسواد النار .
    و في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ( خلقت الملائكة من نور، و خلق الجان من مارج من نار و خلق آدم مما وصف لكم ).
    ولا شك أن الجن متقدم على خلق الإنسان، لقوله تعالى ( و لقد خلقنا الإنسان من صلصال من حما مسنون * و الجآن خلقنه من قبل من نار السموم ) الحجر 26، 27 فقد نص في الآية أن الجان مخلوق قبل الإنسان. و يرى بعض السابقين أنهم خلقوا قبل الإنسان بألفي عام، و هذا لا دليل عليه من كتاب و لا سنة.
    ونحن لا نعرف من خلقتهم و صورهم و حواسهم إلا ما عرفنا الله منها، فنعلم أن لهم قلوبا قال تعالى ( و لقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها و لهم أعين لا يبصرون بها و لهم ءاذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعم بل هم أضل ) الأعراف 179 . فقد صرح تبارك و تعالى بأن للجن قلوبا و أعينا و آذانا و للشيطان صوتاً، لقوله تعالى: ( و استفزز من استطعت منهم بصوتك ) الإسراء 64 و ثبت في الأحاديث أن للشيطان لساناً ، و أن الجان يأكلون، و يشربون، و يضحكون، و غير ذلك مما تجده مبثوثا في هذا الكتاب.

    أسماء الجن في لغة العرب

    قال ابن عبد البر : " الجن عند أهل الكلام و العلم باللسان علي مراتب:
    1- فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا : جنى.
    2- فإذا أرادوا أنه مما يسكن مع الناس ، قالوا : عامر، و الجمع عمار.
    3- فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : أرواح.
    4- فإن خبث و تعرض قالوا : شيطان.
    5- فإن زاد على ذلك، فهو مارد.
    6- فإن زاد على ذلك و قوي أمره، و قالوا : عفريت ، و الجمع عفاريت.
    و أخبرنا الرسول صلى الله عليه و سلم ( أن الجن ثلاثة أصناف : فصنف يطير في الهواء و صنف حيات و كلاب، و صنف يحلون و يظعنون ) .
    وقد أنكر قلة من الناس وجود الجن إنكاراً كليا، و زعم بعض المشركين: أن المراد بالجن الكواكب. و زعمت طائفة من الفلاسفة أن المراد بالجن نوازع الشر في النفس الإنسانية و قواها الخبيثة، كما أن المراد بالملائكة نوازع الخير فيها. و زعم فريق المحدثين أن الجن هم الجراثيم و الميكروبات التي كشف عنها العلم الحديث. و قد ذهب الدكتور محمد البهي مخالفا نصوص القرآن إلى : أن الجن الملائكة فالجن و الملائكة عنده عالم واحد لا فرق بينهما، و مما استدل به : أن الملائكة مستترون عن الناس، إلا أنه أدخل في الجن من يتخفى من عالم الإنسان في إيمانه و كفره، و خيره، و شره،.
    و غاية ما عند هؤلاء المكذبين أنه لا علم عندهم بوجودهم، و عدم العلم ليس دليلاً، و قبيح بالعقل أن ينفي الشيء لعدم علمه بوجوده و هذا مما نعاه الله على الكفرة: ( بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ) يونس 39. و هذه المخترعات الحديثة التي لا يستطيع أحد أن يكابر فيها، أكان يجوز لإنسان عاش منذ مئات السنين أن ينكر إمكان حصولها لو أخبره صادق بذلك؟ و هل عدم سماعنا للأصوات التي يعج بها الكون في كل مكان دليل على عدم وجودها، حتى إذا اخترعنا ( الراديو )، و استطاع التقاط ما لا نسمعه بآذاننا صدقنا بذلك ؟!
    يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله في ظلاله متحدثا عن النفر من الجن الذين صرفهم الله إلى رسوله، فاستمعوا منه القرآن:
    " إن ذكر القرآن لحادث صرف نفر من الجن ليستمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه و سلم و حكاية ما قالوا و ما فعلوا، هذا وحده كاف بذاته لتقرير وجود أن الجن هؤلاء يستطيعون أن يستمعوا القرآن بلفظه العربي المنطوق، كما يلفظه رسول الله صلى الله عليه و سلم و لتقرير أن الجن خلق قابلون للإيمان و للكفران ، مستعدون للهدى و للضلال، و ليس هنالك من حاجة إلى زيادة تثبيت أو توكيد لهذه الحقيقة، فما يملك إنسان أن يزيد الحقيقة التي يقررها سبحانه ثبوتاً. و لكنّا نحاول إيضاح هذه الحقيقة في التصور الإنساني. إن هذا الكون من حولنا حافل بالأسرار، حافل بالقوى و الخلائق المجهولة لنا كنهاً و صفة و أثرا، و نحن نعيش في أحضان هذه القوى و الأسرار، نعرف منها القليل، و نجهل منها الكثير، و في كل يوم نكشف بعض الأسرار، و ندرك بعض هذه القوى، و نتعرف إلى بعض هذه الخلائق تارة بذواتها، و تارة بصفاتها، و تارة بمجرد آثارها في الوجود من حولنا. و نحن ما نزال في أول الطريق، طريق المعرفة لهذا الكون، الذي نعيش نحن و آباؤنا و أجدادنا، و يعيش أبناؤنا و أحفادنا، على ذرة من ذراته الصغيرة؛ هذا الكوكب الأرضي الذي لا يبلغ أن يكون شيئا يذكر في حجم الكون أو وزنه!
    و ما عرفناه اليوم و نحن في أول الطريق يعد بالقياس إلى معارف البشرية قبل خمسة قرون فقط عجائب أضخم من عجيبة الجنّ، و لو قال قائل للناس قبل خمسة قرون عن شيء من أسرار الذرة التي نتحدث عنها اليوم لظنوه مجنونا أو ظنوه يتحدث عما هو أشد غرابة من الجن قطعاً! و نحن نعرف و نكشف في حدود طاقتنا البشرية المعدة للخلافة في هذه الأرض، و وفق مقتضيات هذه الخلافة و في دائرة ما سخره الله لنا ليكشف لنا عن أسراره، و ليكون لنا ذلولا، كيما نقوم بواجب الخلافة في الأرض ، و لا تتعدى معرفتنا و كشوفنا في طبيعتها و في مداها مهما امتد بنا الأجل – أي البشرية – و مهما سخر لنا من قوى الكون و كشف لنا من أسراره – لا تتعدى تلك الدائرة ، ما نحتاج إليه للخلافة في هذه الأرض، وفق حكمة الله و تقديره.
    و سنكشف كثيرا، و سنعرف كثيرا، وستفتح لنا عجائب من أسرار هذا الكون و طاقته، و مما قد تعد أسرار الذرة بقياس إليه لعبة أطفال! و لكننا سنظل في حدود الدائرة المرسومة للبشر في المعرفة و في حدود قوله سبحانه: ( و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) الإسراء 85 قليلا بالقياس إلى ما في هذا الوجود من أسرار و غيوب لا يعلمها إلا خالقه سبحانه، و في حدود تمثيله لعلمه غير المحدود، و وسائل المعرفة البشرية المحدودة بقوله merci و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر مما نفدت كلمات الله) لقمان 27 فليس لنا و الحالة هذه أن نجزم بوجود شيء أو نفيه، و بتصوره أو عدم تصوره، من عالم الغيب و المجهول، و من أسرار هذا الوجود و قواه، لمجرد أنه خارج عن مألوفنا العقلي، أو تجاربنا المشهودة، و نحن لم ندرك بعد أسرار أجسامنا و أجهزتها و طاقتها، فضلا عن إدراك أسرار عقولنا و أرواحنا!
    فإذا كشف الله لنا عن القدر المقسوم لنا من الأسرار و القوى، عن طريق كلامه – لا عن طريق تجاربنا و معارفنا الصادرة من طاقتنا الموهوبة لنا من لدنه أيضا – فسبيلنا في هذه الحالة أن نتلقى هذه الهبة بالقبول و الشكر و التسليم، نتلقاها كما هي ، فلا نزيد عليها، و لا ننقص منها.
    و القول الحق أن الجن عالم ثالث غير الملائكة و البشر، و أنهم مخلوقات عاقلة واعية مدركة، ليسوا بأعراض و لا جراثيم، و أنهم مكلفون مأمورون منهيون كما قال خالقهم في كتابه المجيد.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:48 pm