الأخمينيون أو الأخمينيديون (Achaemenides) هم أسرة ملكية فارسية كونت لها إمبراطورية في فارس عام 559 ق.م. واستولت علي ليديا (غرب الأناضول)إيران والهلال الخصيب ومصر، التي امتدت في أوجها إلى جميع أرجاء الشرق الأدنى، من وادي السند إلى ليبيا، وشمالاً حتى مقدونيا. وهكذا فقد تمكنوا من السيطرة على جميع الطرق التجارية المؤدية إلى البحر الأبيض المتوسط عبر البر والبحر؛ وقام ملوك الأخمينيين بإعادة بناء الطريق من {مدينة السوس Susa في خوزستان (محافظة)} إلى { سارديز Sardis} بالقرب من أفسس وسميرنا. أشهر ملوكها داراأو داريوش الأول الذي حاول غزو أثينا باليونان فهزم. وأسقط الإسكندر الأكبر هذه الإمبراطورية عام 331 ق.م. و من ملوكها قمبيز وقورش (سيروس) . وتعتبر فترة حكم هذه الإمبراطورية هي فترة الحضارة الفارسية
استقرت قبائل الفرس البدوية في الجنوب عند منطقة سموها "فارس" (معناها السائب والغازي) قرب شيراز اليوم. ولا تكاد توجد أي نقوش تتكلم عن الفرس قبل قوروش الأكبر (الثاني). تصفهم التوراة بأنهم "أناس برابرة جداً وسفاحون لا يرحمون أحداً". قد قام قوروش بأحتلال بابل وتحرير اليهود والسماح لهم بالرجوع الی موطنهم. قام قوروش باحتلال مملكة مديا أولاً، عن طريق تأليب المعارضين لها وإثارة الفتن. وبعدما استولى عليها، قام بالهجوم على بابل. ثم توسع إلى بلاد الشام، وكذلك إلى غرب الأناضول إلى بحر إيجة. وتوسع شمالاً إلى جبال القوقاز. كما توسع شرقاً في آسيا الوسطى إلى أقصى ما وصلت إليه الحضارة (يعتقد بوصوله إلى حدود قرقيزستان). وقام ابنه من بعده باحتلال مصر، ثم انشغل أحفاده بحروب ضد اليونان وشعوب البحر الأسود.
مات قورش عام 530 ق.م. وتولي ابنه قمبيز الثاني الذي استولى علي مصر عام 525 ق.م. وأصبحت إمبراطوريته تمتد من نهر السند حتي نهر النيل وفي أوروبا حتي مقدونيا التي كانت تعترف بالسيادة الفارسية. وبعد انتحاره عام 533ٌ ق.م. تولي ابنه داريوس (دارا) الأول (الأكبر) وأخمد الحروب وحكم الإمبراطورية الفارسية حكما مطلقاً باعتبار أنه يتمتع بالحق الإلهي وكانت البلدان التابعة له تتمتع بحكم ذاتي وكان الحكام بها أقوياء يتجسسون لحسابه . وأنشأت هذه الإمبراطورية الطرق المتفرعة والتي كانت توصل مدبنة سوس العاصمة بالخليج جنوبا وبالبحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه. وظل داريوس في حرب مع الإغريق حتي وفاته عام 486 ق.م. وكان قد أخضع المدن الإغريقية في آسيا الصغرى.
وبعده تولي ابنه إجزركسيس الذي أخمد ثورة المصريين علي حكم الفرس. وأراد أن ينتقم من أثينا واليونانيين بعد تمرد الأيونيين أيام أبيه. فتواصلت مسيرة جيشه حتي بلغت الأكروبول علي مشارف أثينا. لكنه إنهزم أمام صمود الأثينيين عام 497 ق.م. وأغرقوا الأسطول الفارسي في مياه ميكال. وفي القرن الرابع ق.م. ضعفت دولة الفرس . وكانت فريسة سهلة للإسكندر الأكبر ودارت بينه وبينها حروب استمرت منذ عام 334 ق.م. وحتي 330 ق.م..
لقد تركت السلاله الاخمينية الكثير من الأثار التاريخية في أنحاء مختلفة من إيران و يمكن مشاهدة تقدم فن العمارة في فترة حكم هذه السلالة من خلال أثار مدينة برس بوليس التي تسمي باللغه الفارسية «تخت جمشيد» وهي تقع بالقرب من مدينة شيراز خالياً وهي تحتوي علي أثار لمدينه كاملة وتشمل القصر الملكي الأخميني ومعابد للديانة الفارسية القديمة ومعسكرات ومخازن للمياه والكثير من الاثار التاريخيه وهناك أثار تاريخيه تعود لهذه الحقبة الزمنية يمكن مشاهدتها في مدن ايرنية كثيره مثل مدينه الري ، همدان ، كرمانشاه ، ملاير، كنكاور ، دماوند وغيرها من المدن الإيرانية ويعتقد الكثير بأن اقتراب الملك الفارسي قوروش من الطائفة اليهودية الاسيرة في بابل وتحريرهم من الاسر يعود للنظرة الدينية التي كان يتمتع بها قوروش ولقد جاء ذكر قوروش في التوراه كثيراً وذلك مدحاً به والبعض يعتقد بأن ذو القرنين المذكور في القرآن الكريم هو قورش أي موسس السلاله الأخمينية . قد سمح قورش و ابنائه بدخول بعض انبياء اليهود الی داخل الامبراطورية الفارسية والتبليغ لعبادة الالة الواحد الأحد وهذا هو سبب تواجد قبور بعض هولاء الانبياء مثل دانيال النبي في مدينة شوش في خوزستان والنبي قيدار في مدينه زنجان والنبي شالوم في مدينه قزوين وغيرهم من الانبياء في الاراضي الإيرانية .
.