أقباط؛ جمع قبطي، وهو اسم كان يدل على ساكني وادي النيل من المصريين قبل دخول الإسلام ثم انحصر استخدام كلمه قبطي بعد الفتح العربي لتدل علي المسيحيين المصريين علي مر العصور .
قبل دخول العرب إلى مصر كانت كلمة "قبط" تدل على أهل مصر دون أن يكون للمعتقد الديني أثر على ذلك الاستخدام، إلا أنه بسبب كون المسيحية كانت الديانة السائدة بين المصريين وقت دخول العرب المسلمين مصر فقد اكتسب الاسم كذلك بعدا دينيا حيث رفض الملوك المسلمين تسميتهم بالاقباط لتمييز المسلمين عن المسيحيين في البلاد ،حيث انحصرت كلمه قبطي علي مر العصور لتشير للمسيحيين فى مصر وكذلك في الخطاب الرسمي للدلالة على المسيحيين المصريين تحديدا. الاقباط هم أكبر اقليه مسيحيه في الشرق الاوسط يتركز معظمهم في جمهوريه مصر العربيه الي جانب السودان وليبيا ودوله اثيوبيا فضلا عن الدول الغربيه .
الكلمة العربية قبط هي تعريب للكلمة القبطية گِپْتياس، من اليونانية أَيْگُپْتيوس Αιγύπτιος التي تعني مصري؛ من أَيْگُپْتوس Αίγυπτος، الاسم اليوناني لمصر، الذي يظن أنه ربما يكون تحريفا لـ"حوط كا بتاح" أي مَحَطُّ روح بتاح' اسم معبد بتاح في منف، العاصمة القديمة.
في بعض اللهجات العربية تنطق فيها القاف جيما غير مصوتة (خرساء) مماثلة للجيم في لهجة القاهرة و الدلتا، مما يجعل نطق الاسم المعرب في هذه الحالة قريبا جدا من الاسم اليوناني.
كانت قد اقتُرحت فرضية أن تكون لفظة قبط العربية تعريبا للاسم اليوناني لبلدة قفط في صعيد مصر، كُپتُس Κοπτος؛ إلا أن هذه الفرضية لم تعد تلقى قبولا الآن بوجه عام، و ربما كان العكس هو الصحيح، أي أن تكون البلدة اكتسبت اسمها من كونها "حاضرة مصر"
كلمة "قبط " Gupt Gypt أطلقتها المدن اليونانية على الجالية المقدونية التي أرسلتها لتحكم مصر، و في العهد البطلمي كان هناك اضطهاد للمصريين، من قبل القبط ( السلالة البطلمية الحاكمة ) و يقال أيضا أن كلمة قبط اشتقت من اسم الملك البطلمي أقبتوس Agyptius والذي يعرف أيضا ب بطليموس الثاني Potlomy II، وتم إطلاقها على سلالته تمييزا لها عن المصريين، وبعد ذلك تم إطلاقها على جميع يونانيين الأصل تمييزا لهم عن المصريين الأصليين، وفي عصر البطالمة تم حظر المصريين من حكم بلدهم واستخدامهم كجنود وعمال فقط، و بعد دخول الرومان مصر، رحب بهم المصريين لتخليصهم من الحكم البطلمي، لكن القبط رفضو الحكم واعتنقو الديانة المسيحية فيما بعد ( بسبب عداء المسيحية الشديد للرومان في ذلك الوقت ) وبعد اعتناق القبط المسيحية تركو جميع أماكن العمل و تفرغو للعمل كرهبان في مدينة طيبة thebes في صعيد مصر بعد طرد الرومان لهم من الإسكندرية، وبعد دخول البزنطيين المسيحيين مصر بدأ القبط بناء الأديرة في الإسكندرية و ظهور العديد من الرهبان القبط المشهورين و تم ترك مساحة لهم من قبل البيزنطيين ( بينما اضطهدو المصريين الذين كانو يدينون بالوثنية واليهودية وقتها) ولكن أيضا تم منع القبط من الحكم تماما واتخاذ حكام رومان ( بيظنطيين)، واستمر اضطهاد المصريين واستخدامهم كعمال فقط، ورفض المصريين العمل في الجيش البيظنطي.
إلى أن قدم المسلمين بقيادة عمرو بن العاص بالاستعداد لقتال البيظنطيين وأمتلاك مصر ( في اطار حربهم ضد البيزنطيين) وكانت هناك مباحثات واتفاقات عسكرية بين المصريين (الأقباط) والمسلمين لكي يساعدوهم في تحرير مصر، وتم بالفعل طرد آخر جندي بيزنطي من مصر بمساعدة المصريين، وبعد الفتح الإسلامى لمصر أشهر الكثير من المصريين (الأقباط) إسلامهم، إلا أنه مع مرور الزمن انحصر استخدام لفظ (أقباط) فى الإشارة إلى المسيحيين من أبناء مصر دون المسلمين
من المعروف ان الكنيسة الأرثوذكسية والقبطية على وجه التحديد لها الثقل الروحى والتاريخى المعروف لجميع المسيحيين في العالم كله وياتى ذلك نتيجه للادوار التي لعبها أبناء تلك الكنيسة في تاريخ المسيحية والايمان المسيحى و يوجد بها أقدم كنائس العالم و بها اول وأكبر دير في العالم بالاضافه الي كونها أكبر كنيسه للشهداء المسيحيين في العالم والقديسيين المؤثرين في التاريخ المسيحي ومن اشهرهم على الإطلاق القديس العظيم الانبا أنطونيوس المؤسس الأول للحركة الرهبانية التوحدية في التاريخ المسيحى وأيضا القديس العظيم الانبا اثناسيوس بابا الاسكندرية العشرون وهو حامى الايمان الارثوذكسى من بدعة آريوس والتي ظهرت في عهد البابا الكسندروس التاسع عشر .وللكنيسة القبطية أيضا دورها التاريخى في الجهاد الروحى ضد ضربات الشيطان وصمودها امام الاضطهاد الرومانى والعربى والوثنى .
وقد عانت الكنيسة دائما من الاضطهاد الدينى على يد السلطات و الممالك المختلفة على مر التاريخ فنرى ان المسيحية في البداية عانت من كونها دين جديد على خلاف الديانات الوثنية الفرعونية واليونانية المنتشرة في ذلك الوقت وبعد ذلك أيضا من الاضطهاد الدينى على يد الحكم الفارسى ثم الرومانى الذين اعتبروا المسيحيين درجة ثانية وسخروهم في الوظائف المهينة والبسوهم السلاسل الثقيلة مما ادى إلى ظهور معظم اجسادهم باللون الازرق نتيجة للالم الحادث من تلك السلاسل حتى ما عرفوا باصحاب ( العظمة الزرقاء) هذا إلى جانب تخريب الكثير جدا من الاديرة والكنائس في الوجه البحرى والصعيد - وتشريد آلاف عائلات المسيحيين في جميع أنحاء القطر المصري. وأدى ذلك الإضطهاد من الرومان للمصريين (الأقباط) إلى أن أعان الأقباط الفتح الإسلامى لمصر ليتخلصوا من تمييز الرومان ضدهم. ويمكن قراءة ذلك بوضوح في الكتب التي ترصد التاريخ المصري على يد كتاب كبار مثل المقريزى .
وقد نشأت الرهبنة في مصر وكانت ذات تأثير هام في تكوين شخصية الكنيسة القبطية في الإتضاع والطاعة، والشكر كله لتعاليم وكِتابات آباء برية مِصر العِظام (في بستان الرهبان، وغيره). وقد بدأت الرهبنة في أواخر القرن الثالث وإزدهرت في القرن الرابع. ومن الجدير بالذِّكر أن الأنبا أنطونيوس وهو أول راهب مسيحي في العالم، كان قبطياً من صعيد مصر. والأنبا باخوميوس الذي أسَّس نظام الشركة والرهبنة، كان قبطياً كذلك. والأنبا بولا، أوَّل السوَّاح كان قبطياً. وهناك العديد من مشاهير الآباء الأقباط، نذكر منهم على سبيل المِثال لا الحصر: الأنبا مكاريوس، والأنبا موسى الأسود، ومارمينا العجايبي.. ومن آباء البرية المُعاصرين البابا كيرلس السادس وتلميذه الأنبا مينا آفا مينا (المنتقلين). وبنهاية القرن الرابع، كان هناك مئات من الأديرة، وآلاف من القلالي والكهوف مُنتشرة على كل أرض مصر. وكثير من هذه الأديرة مازالت مزدهرة، ويأتيها العديد من طالبي الرهبنة وبها مئات الآباء الرهبان حتى هذا اليوم. إن كل الأديرة المسيحية، نبعت جذورها -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- من ذلك المِقال المِصري. وقد زار القديس باسيليوس -وهو مُنَظِّم الحركة الرهبانية في آسيا الصغري- مصر سنة 357م. وقد إتبعت الكنائس الشرقية ذلك المِثال؛ والقديس جيروم -الذي تَرجَم الكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية- جاء إلى مصر سنة 400م. وترك تفاصيل خبراته بمصر في رسائله. وكذلك القديس بنيديكت أسَّس أديرة في القرن السادس على مثال ما فعله القديس باخوميوس، ولكن بطريقة أكثر حِزماً. وأيضاً زار آباء البرية عدد لا نهائي من الرحَّآلة السوَّاح وقَلَّدوا طريقة حياتهم الروحية وإنضباطها.. وأكثر من ذلك، فهناك دلائل على الإرساليات القبطية في شمال أوروبا. وأحد الأمثلة هو القديس موريس قائد الكتيبة الطيبية الذي ترك مصر ليخدم في روما، وإنتهى الأمر به إلى التعليم والتبشير بالمسيحية لسكان جبال سويسرا، حيث توجد بلدة صغيرة تحمل اسمه وديراً له يحوي جسده المقدس، بالإضافة لبعض كتبه ومتعلقاته. وكذلك هناك قديساً آخراً من الكتبية الطيبية وهو القديس فيكتور، والمعروف بين الأقباط باسم "بقطر".
وبالرغم من الإتحاد والإندماج الكامل للأقباط، فقد استمروا ككيان ديني قوي، وكوَّنوا شخصية مسيحية واضحة المعالم. والكنيسة القبطية تعتبر نفسها مُدافِعاً قوياً للإيمان المسيحي. وإن قانون مجمع نيقية –الذي تقرِّهُ كنائس العالم أجمع، كتبه أحد أبناء الكنيسة القبطية العظماء: وهو البابا أثناسيوس، بابا الإسكندرية، الذي استمر على كرسيه لمدة 46 عاماً (من عام 327 حتــى عام 373). وإن مكانة مصر محفوطة جيداً في هذا الأمر، فهي التي هربت إليها العائلة المُقدّسة هرباً من وجه هيرودس: "فقام وأخذ الصبي وأمه، وإنصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: "من مصر دعوت ابني". (مت13:2-15) إن مُساهمة الكنيسة القبطية في المسيحية لهي عديدة. فقد لعب دوراً هاماً في اللاهوت المسيحي... وخاصة لتحميها من الهرطقات الغنوصية. وقد حَمَت الكنيسة القبطية آلاف النصوص، والدراسات اللاهوتية والإنجيلية، وهي مصادر هامة لعلم الآثار. وقد تمت ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة القبطية في القرن الثاني. وإعتاد مئات الكتبة بنسخ نسخ من الكتاب المقدس وكتب طقسية ولاهوتية. والآن، تضم مكتبات ومتاحف وجامِعات في العالم أجمع مئات الآلاف من المخطوطات القبطية.
محمد علي باشا
يذكر أن الأقباط في عصر محمد علي الكبير –مؤسس مصر الحديثة- تمتعوا بسياسة التسامح وروح المساواة بين جميع المصريين منذ توليه حكم مصر سنة 1805.
عندما نركز على هذا التسامح إنما نقف تجاه التاريخ فننظر إلى ما قبل عصر محمد علي حيث نجد التحدي السافر لشعور الأقباط في كل أرض مصر. ولكن ها نحن نرى عند وصول محمد علي للسلطة التي تولاها في عصر مضطرب غاية الاضطراب حيث كانت خزينة الدولة خاوية من المال، نجد محمد علي بدأ في اتباع سياسة تسامح فقضى على التفرقة بين القبطي والمسلم لأن كلاهما يستطيعان أن يقدما للبلاد أحسن الخدمات. كما اتجهت سياسة محمد علي إلى مساواة تامة بين المسلمين والأقباط في الحقوق والواجبات فعين أقباطا مأمورين لمراكز برديس والفشن بالوجه القبلي وديرمواس وبهجورة والشرقية. لقد اتبع محمد علي هذه السياسة لسعة أفقه وهذا هو سر تفوقه وتوفيقه. وتجدر الملاحظة هنا أن تعيين أقباط مأمورين مراكز هو بمثابة تعيين محافظين للمحافظات الآن.
لم تلبث هذه السياسة التي اتبعها محمد علي تجاه الأقباط أن أتت ثمارها فانتشرت روح المساواة بين جميع المصريين في جميع القرى المصرية وتعاون المسلمون والمسيحيون تعاونا صادقا من أجل مجد الوطن. وهكذا ظل الأقباط طوال عصر محمد علي عنصرا في بحر الأمة المصرية التي تعيش في سلام ولم تقع بهم إلا اضطهادات خفيفة جدا لا تذكر. (وطنية الكنيسة القبطية للراهب القمص أنطونيوس الأنطوني ص 367-368).
ولا ينسى الأقباط أنه في عهده الزاهر ألغى محمد علي قيد الزي الذي كان مفروضا على الأقباط في العصور السابقة. كما لا ننسى أيضا أن عصر محمد علي يعتبر من أزهى العصور التي مرت بالكنيسة القبطية حيث ألغى كل القيود التي كانت تفرض على الأقباط لممارسة طقوسهم الدينية ولم يرفض للأقباط أي طلب تقدموا به لبناء أو إصلاح الكنائس. وتحدى قصر عابدين عددا كبيرا من الأوامر الخاصة بالكنائس سواء لتعمير الكنائس أو مساعدتهم في ذلك أو الاستعجال في تنفيذها. وقد تعددت هذه الأوامر لبناء الكنائس في عهود سعيد باشا والخديوي إسماعيل باشا (كتاب أقباط ومسلمون للدكتور جاك تاجر ص 232-233)
كان محمد علي أول حاكم مسلم منح الموظفين الأقباط رتبة البكوية واتخذ له مستشارين من المسيحيين.
سعيد باشا
وفي عصر سعيد باشا (1854-1863) عمل على استمرار روح التسامح الديني والمساواة بين المسلمين والأقباط فقام بتطبيق قانون الخدمة العسكرية على الأقباط وألغى الجزية التي مفروضة على الأقباط فى مقابل الدفاع عنهم لأنهم لم يكون مسموحا بالتحاقهم بالجيش. ودخل الأقباط لأول مرة في سلك الجيش والقضاء وسافر بعضهم إلى أوروبا كانت النهضة التعليمية لها نصيب الأسد فيها. ولا ننسى أن سعيد باشا عين حاكما مسيحيا على مصوع بالسودان وهو إجراء يميز عهده أحسن تمييز ويهدف إلى إفادة البلاد لكل الكفاءات مهما كانت الديانة التي تنتمي إليها.
الخديوي إسماعيل باشا
أما الخديوي إسماعيل باشا (1863-1878) الذي تلقى علومه في فيينا ثم باريس فقد وجد عند عودته إلى بلاده أن الجو يصلح لاتباع سياسة من التسامح والمساواة على أوسع نطاق ونجده يقرر علانية ورسميا المساواة بين الأقباط والمسلمين وذلك بترشيح الأقباط لانتخابات أعضاء مجلس الشورى ثم بتعيين قضاة من الأقباط في المحاكم.
كما يجب ألا ننسى أن الخديوي إسماعيل هو أول حاكم طلب رتبة الباشوية لرجل مسيحي وقد شغل كثير من الأقباط في عصره مناصب عالية فقد شغل واصف باشا وظيفة كبير التشريفات وآخرون (كتاب جاك تاجر ص241).
وباختصار نستطيع أن نؤكد أن العلاقات بين الأقباط والمسلمين في عصر الخديوي إسماعيل تحسنت تحسنا ملحوظا وأن مبدأ المساواة السياسية والاجتماعية أصبح أمرا مألوفا في البلاد، فقد كان يشجع أدبيا ويدعم ماديا التعليم الطائفي القبطي لأن الخديوي إسماعيل كان يؤمن بأن القبطي مصري كالمسلم على حد سواء هكذا كان الأقباط يتمتعون بالمواطنة الكاملة المتساوية مع اخوتهم المسلمين وذلك في القرن التاسع عشر.
تجمع معظم الإحصاءات على أن نسبة المسيحيين بمصر لا تتجاوز بأى حال نسبة الـ 10% من إجمالى عدد سكان مصر، أى حوالى 7.5 مليون نسمة على أقصى تقدير. فى حين أنه حسب إحصاء ذاتي اعلن عنه البابا شنودة الثالث طبقا لسجلات الافتقادات الكنسيه يقدر عدد الاقباط بأكثر من 12.7 مليون داخل مصر؛ هذا بالاضافه الي 2 مليون خارج مصر ويتركز معظمهم في الولايات المتحدة فيقدر تعدادهم 900 الف نسمة بكل الولايات هذا بجانب كنداواستراليا وسويسرا وبريطانيا وفرنسا والمانيا والنمسا ونيوزيلاندا وايطاليا واليونان. فضلا عن اقباط النوبه والسودان و ليبيا واثيوبيا.
بينما تذهب الإحصائيات المحايدة إلى أن عدد الأقباط أقل من ذلك بكثير. فبحسب تقدير وكالة الإستخبارات الأمريكية (CIA) فإن نسبة الأقباط لا تزيد عن 9% من تعداد سكان مصر. وبحسب المعلومات الواردة في كتاب "أطلس معلومات العالم العربي" من إصدار المعهد الوطني للدراسات الديموجرافية بفرنسا، تحرير كل من فيليب فاريج ويوسف كرياج ورفيق البرستانى فإن نسبة المسيحيين في مصر -بما فيهم الأقباط- تبلغ حوالي 5.6% من تعداد السكان. وهذه النسبة الأخيرة تأكدت فيما بعد بحسب الإحصائيات الرسمية للحكومة المصرية لعام 2001.
إن الضربة القاضية التي تلقتها اللغة القبطية فى عهد الحاكم بأمر الله كانت بمثابة نهاية للغة القبطيه، فقد أصدر أوامر مشدده بإبطال استخدام اللغة القبطية فى التعامل الشعبى نهائياً فأصدر الأوامر المشددة بإبطال التكلم أو التلفظ باللغة القبطية في صلوات الكنائس و الالحان القبطيه و فى الشوارع والأسواق وغيرها من الأماكن العامة ولم تمض مائة سنة من هذا العهد حتى إختفت اللغة القبطية من القرى والنجوع وظلت كلمات غير مفهومه يصلى بها القداس الذى ترجم إلى العربية حتى يستطيع الأقباط الصلاة إلى ربهم.
أما دواوين الدولة فقد حدث منذ سنة 705م أو سنة 706م فى خلافة الوليد بن عبد الملك الأموى وولاية واليه على مصر عبدالله بن عبد الملك أنه أمر باستخدام اللغة العربية لغة رسمية فى الدواوين الحكومية.
ثم إكتشفت الحملة الفرنسية حجر فى رشيد مكتوب عليه فقرة واحده بعده لغات منها اللغة اليونانية والقبطية والكتابة الفرعونية القديمة وأمكن للعلامة الفرنسى شامبليون مضاهاة إسم أحد الملوك باللغات الثلاثة فعرف باقى الحروف وبهذا الاكتشاف أمكن لعلماء الآثار قراءة الكتابات الهيروغليفية على معابد الفراعنة وهكذا إنحصرت اللغة القبطية فى الأديرة ولكن تقوم الكليات اللاهوتية والمدارس القبطية فى سيدنى بتدريسها وقام أحد المهاجرون فى أمريكا بطبع كتاب ضخم فيه مفردات اللغة وقواعدها ويوجد عده كتب طبعت فى مصر عنها إلا أن الأمل فى إحيائها لتصبح لغة التخاطب لا زال بعيداً.
فى السنة الخامسة بعد جلوس أنبا مقارة البطريرك رقم 69 أصدر الخليفة أمراً وقرئ كتابه (سجل) فى الإيوان (الديوان- مجمع الموظفين) بالقصر يوم الأحد التاسع عشر من توت سنة 499الخراجية يتضمن تحويل الحسابات والأعمال والمعاملات الحكومية من الخراجية إلى الهلالية وهى سنة 501 هلالية وأن تنقص سنه منها حتى يستقيم العمل بها ويلغى العمل بغيرها , وقالت مسز بتشر فى تاريخ الأمة القبطية كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف ا.ل. بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ج3 ص 87 : "أن الأفضل هو الذى أمر سنة 1107 م بإستبدال التاريخ القبطى بالتاريخ الهجرى فى سائر دواوين الحكومة"
إلا أن الضربة الكبرى لإنهيار اللغة القبطية هو تخلى الكنيسة عنها وعدم تعليمها للأطفال ففى عصر البابا كيرلس البطريرك رقم 67 تغلبت اللغة العربية على اللغة القبطية القبطية وصار الناس ملزمين بها وأصبحت هى المتداولة فى أوراق الحكومة وجميع تعاملاتها وفى الأسواق ومستندات البيع والشراء وفى التعامل داخل البيوت وبين الأفراد وبعضهم البعض ودخلت إلى الكنائس ورأى البطريرك نفسه أنه يجب أن يتعلمها حتى يستطيع التعامل مع الخليفة وجهات الحكومه ومع شعبه أيضاً.
إلا أن هذه اللغة نهضت من كبوتها فى منتصف الجيل التاسع عشر فنبغ فيها كثيرون منهم عريان أفندى جرجس مفتاح المتوفى سنة 1888م والإيغومانس فيلوثاؤس رئيس الكنيسة الكبرى والقمص تكلا والمعلم قزمان, وبرسوم افندى الراهب فى زمن البابا كيرلس الرابع الملقب بأبى الإصلاح فوضعوا فيها كتباً نافعة ونبغ فيها أيضاً عبد المسيح المسعودى وأقلديوس بك لبيب والدكتور لبيب والدكتور إبراهيم حلمى ونجيب أفندى سمعان و غيرهم الكثير.
بالحقيقة نؤمن بإله واحد الله الأبٍ ضابط الكل. خالق السماء والأرض. ما يُرى وما لا يُرى. نؤمن بربٍّ واحد يسوع المسيح. ابن الله الوحيد. المولود من الأب قبل كل الدهور. نور من نور. إله حق. من إله حق. مولود غير مخلوق. واحد مع الأب في الجوهر. الذي به كان كل شيء. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء. وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس. وصلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم وقبر وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب. وصعد إلى السماوات. وجلس عن يمين أبيه. وأيضاً يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات. الذي ليس لملكه إنقضاء . نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي. المنبثق من الأب. نسجد له ونممجدة مع الأب والابن. الناطق بالأنبياء. وبكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة خطايانا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. آمين.
وتعتبر مدرسة الإسكندرية المسيحية هي أول مدرسة من نوعها في العالم، فبعد نشأتها حوالي عام 190م، على يد العَلاَّمة المسيحي "بانتينوس"، أصبحت مدرسة الإسكندرية أهم معهد للتعليم الديني في المسيحية. وكثير من الأساقفة البارِزين من عِدَّة أنحاء في العالم تم تعليمهم في تلك المدرسة، مثل "أثيناغورَس"، و"كليمنت"، و"ديديموس"، والعلامة العظيم "أوريجانوس"، الذي يُعتبر أب عِلم اللاهوت، والذي كان نَشِطاً كذلك في تفسير الكتاب المقدس والدراسات الإنجيلية المُقارنة. وقد كتب أكثر من 6000 تفسيراً للكتاب المقدس، بالإضافة إلى كتاب "هيكسابلا" الشهير. وقد زار العديد من العلماء المسيحيين مدرسة الإسكندرية، مثل القديس "جيروم" ليتبادل الأفكار ويتصل مباشرة بالدارِسين. إن هدف مدرسة الإسكندرية لم يكن محصوراً على الأمور اللاهوتية، لأن علوم أخرى مثل العلوم والرياضيات وعلوم الاجتماع كانت تُدَرَّس هناك. وقد بدأت طريقة "السؤال والجواب" في التفسير بدأت هناك. ومن الجدير بالذِّكر، أنه كانت هناك طرق للحفر على الخشب ليستخدمها الدارسون الأكفاء ليقرؤوا ويكتبوا بها، قبل برايل بـ15 قرناً من الزمان!
تم إحياء المدرسة اللاهوتية لمدرسة الإسكندرية المسيحية (الكلية الإكليركية)عام 1893م. واليوم لديها مبانٍ جامعية في الإسكندرية، والقاهرة، ونيوجيرسي، ولوس أنجلوس، حيث يدرس بها المُرَشَّحون لنوال سِرّ الكهنوت، والرجال والسيدات المؤهلون العديد من العلوم المسيحية كاللاهوت والتاريخ واللغة القبطية والفن القبطي.. بالإضافة إلى الترنيم والأيقنة (صنع الأيقونات) والموسيقى وصنع الأنسجة.