اللبرالية : كلمة لاتينية ، اشتقت من كلمة Liber ، التي تعني الحُر ، وغير المقيد بقيود ، وغير الملتزم بأي التزام ، ف ليبر الحر واللبرالية الحرية المطلقة ، غير المقيدة بقيود .
ويعرفها اللبراليون الناطقون بالعربية بقولهم ( حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف إلى تحرير الإنسان فردا وجماعة ، من قيود السلطة في السياسة والاقتصاد والثقافة ).
إذن كلمة اللبرالية : كلمة لا تينية تهدف إلى تحقيق التحرر من القيود كلها ، وكثر استعمال الكلمة في أوربا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وهما قرنا الصراع بين الكنيسة ( السلطة الكهنوتية ) والعلوم المادية والمكتشفات العلمية .
فقد كانت الكنيسة تطارد علماء المادة ومكتشفي خصائصها ، في كل بقاع أوربا ، ولم تكن تسمح لأحد بالخروج عن منهجها ، فحين أتى غاليليو وزميلاه بنظرية كروية الأرض بالأدلة والبراهين المادية ، قامت قيامة الكنيسة ، وطاردت الثلاثة ، فمنهم من فََرَّ ، ومنهم من آثر السلامة ورجع عن نتائجه ، وكذبها ظاهراً ، ومنهم من سلخته الكنيسة ونزعت جلدَه حيا حقيقة وواقعاً .
فالحرية التي أرادها القوم هي الحرية من تسلط الكنيسة على الأفكار والمكتشفات ، وإني اجزم في ضوء ما درست من تاريخ الكنيسة وكتابها المقدس ، بأن العلماء وعامة الناس كانوا مضطهدين في أفكارهم ، وفي ممتلكاتهم ، وفي أزواجهم ، وفي أولادهم وبناتهم ، وفي تشريعاتهم وتقنينهم ،حتى فيما يأكلون ويشربون ....... ، اضطهاد له جذور يعود امتدادها إلى أكثر من ألف عام .
وكان هذا الاضطهاد مبنيا على انحراف عقدي ، من أن عيسى احد الأقانيم الثلاثة للإله ، وأنه صاحب الصلاحية المطلقة في الكون ، وأنه وهب تلك الصلاحيات إلى الكنيسة ، فهي وريثة المسيح ، ولها ما كان لعيسى من القداسة والسلطان .
واضطهاد الكنيسة للنصارى تاريخ بكامله ، ولك أن تقرأ تفصيل ذلك عند الكاتب الأمريكي الشهير وِيْلدِ يُوْرَانْت ، في كتابه العالمي الشهير قصة الحضارة ، ذات بضع وثلاثين مجلدا ، وقد خص المجلد الثاني لهذا الغرض .
ربما أَطَلْتُ عليك في المقدمة ، لكنها ضرورية لمعرفة الخلفية التاريخية لمصطلح اللبرالية ، فالغرب أراد التحرر من الكنيسة ، التي ظلمتهم في كل روافد الحياة ، ودخل اليهود في اللعبة ، ولاسيما في الثورة الفرنسية عام (1789م) ، فوسعوا مفهومها ، حتى شمل نقض كل ثابت في الحياة ، بما في ذلك الإله ، والإنسان ، والأفكار، والمعتقدات ، والسلوكيات ........
فدارون بنظرية التطور نفى وجود اله خَلَقَ الإنسان ، بل نفى خَلْق الإنسان على هذه الهيئة الإنسانية ، وإنما بِِنْيَتُه هذه مَرتْ بالعديد من المراحل في نظره ، فلم يكن الإنسان إنسانا في تلك المراحل ، وإنه يجب التحرر من أن الله خلق الإنسان .
وفُرُوْئِدْ هز ثوابت ممارسة الجنس ، واَوْهَمَ للأوربيين أن العقد النفسية تنشأ من الكبت الجنسي ، ووَضْعِ القيود الشرعية على ممارسته ، كتحريم ممارسة الجنس مع الأم ، أو مع الأخت ،أو مع البنت ........ ، وأن التحرر من هذه القيود يحرر الإنسان من العقد النفسية .
وهِنْرِىْ بَرْجِسُوْن صاحب النظرية الأخلاقية المُعَيَّنة ، جزم بأن الإله وَهْمٌ أختلقته المجتمعات البشرية ، لإيهام الفرد المتمرد على التشريعات الاجتماعية ، وانه الحارس الأمين يعاقب من ينتهكها ، يجب على البشرية التحرر من وَهْمِ الإله ومعاقبته .
وكارل ماركس أتى بالنظرية الشيوعية التي تنفى الملكية الفردية ، وتتبني الملكية الجماعية ، فليس لك حق في تملك السيارة مثلا ، بل لك حق الركوب فحسب ، فتركبها حتى تصل إلى المكان المطلوب ، ثم تتركها ليركبها غيرك ، كل ذلك تحقيقا للحرية الجماعية وإرادة الناس أجمعين ، ونفياً للقيود المفروضة على الاقتصاد وحصر السلعة في يد معينة ، أضف إلى ذلك إباحة الربا والاحتكار والغش والتدليس ، بل كل الموبقات الاقتصادية المحرمة
ويعرفها اللبراليون الناطقون بالعربية بقولهم ( حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف إلى تحرير الإنسان فردا وجماعة ، من قيود السلطة في السياسة والاقتصاد والثقافة ).
إذن كلمة اللبرالية : كلمة لا تينية تهدف إلى تحقيق التحرر من القيود كلها ، وكثر استعمال الكلمة في أوربا في القرن الثامن عشر والتاسع عشر، وهما قرنا الصراع بين الكنيسة ( السلطة الكهنوتية ) والعلوم المادية والمكتشفات العلمية .
فقد كانت الكنيسة تطارد علماء المادة ومكتشفي خصائصها ، في كل بقاع أوربا ، ولم تكن تسمح لأحد بالخروج عن منهجها ، فحين أتى غاليليو وزميلاه بنظرية كروية الأرض بالأدلة والبراهين المادية ، قامت قيامة الكنيسة ، وطاردت الثلاثة ، فمنهم من فََرَّ ، ومنهم من آثر السلامة ورجع عن نتائجه ، وكذبها ظاهراً ، ومنهم من سلخته الكنيسة ونزعت جلدَه حيا حقيقة وواقعاً .
فالحرية التي أرادها القوم هي الحرية من تسلط الكنيسة على الأفكار والمكتشفات ، وإني اجزم في ضوء ما درست من تاريخ الكنيسة وكتابها المقدس ، بأن العلماء وعامة الناس كانوا مضطهدين في أفكارهم ، وفي ممتلكاتهم ، وفي أزواجهم ، وفي أولادهم وبناتهم ، وفي تشريعاتهم وتقنينهم ،حتى فيما يأكلون ويشربون ....... ، اضطهاد له جذور يعود امتدادها إلى أكثر من ألف عام .
وكان هذا الاضطهاد مبنيا على انحراف عقدي ، من أن عيسى احد الأقانيم الثلاثة للإله ، وأنه صاحب الصلاحية المطلقة في الكون ، وأنه وهب تلك الصلاحيات إلى الكنيسة ، فهي وريثة المسيح ، ولها ما كان لعيسى من القداسة والسلطان .
واضطهاد الكنيسة للنصارى تاريخ بكامله ، ولك أن تقرأ تفصيل ذلك عند الكاتب الأمريكي الشهير وِيْلدِ يُوْرَانْت ، في كتابه العالمي الشهير قصة الحضارة ، ذات بضع وثلاثين مجلدا ، وقد خص المجلد الثاني لهذا الغرض .
ربما أَطَلْتُ عليك في المقدمة ، لكنها ضرورية لمعرفة الخلفية التاريخية لمصطلح اللبرالية ، فالغرب أراد التحرر من الكنيسة ، التي ظلمتهم في كل روافد الحياة ، ودخل اليهود في اللعبة ، ولاسيما في الثورة الفرنسية عام (1789م) ، فوسعوا مفهومها ، حتى شمل نقض كل ثابت في الحياة ، بما في ذلك الإله ، والإنسان ، والأفكار، والمعتقدات ، والسلوكيات ........
فدارون بنظرية التطور نفى وجود اله خَلَقَ الإنسان ، بل نفى خَلْق الإنسان على هذه الهيئة الإنسانية ، وإنما بِِنْيَتُه هذه مَرتْ بالعديد من المراحل في نظره ، فلم يكن الإنسان إنسانا في تلك المراحل ، وإنه يجب التحرر من أن الله خلق الإنسان .
وفُرُوْئِدْ هز ثوابت ممارسة الجنس ، واَوْهَمَ للأوربيين أن العقد النفسية تنشأ من الكبت الجنسي ، ووَضْعِ القيود الشرعية على ممارسته ، كتحريم ممارسة الجنس مع الأم ، أو مع الأخت ،أو مع البنت ........ ، وأن التحرر من هذه القيود يحرر الإنسان من العقد النفسية .
وهِنْرِىْ بَرْجِسُوْن صاحب النظرية الأخلاقية المُعَيَّنة ، جزم بأن الإله وَهْمٌ أختلقته المجتمعات البشرية ، لإيهام الفرد المتمرد على التشريعات الاجتماعية ، وانه الحارس الأمين يعاقب من ينتهكها ، يجب على البشرية التحرر من وَهْمِ الإله ومعاقبته .
وكارل ماركس أتى بالنظرية الشيوعية التي تنفى الملكية الفردية ، وتتبني الملكية الجماعية ، فليس لك حق في تملك السيارة مثلا ، بل لك حق الركوب فحسب ، فتركبها حتى تصل إلى المكان المطلوب ، ثم تتركها ليركبها غيرك ، كل ذلك تحقيقا للحرية الجماعية وإرادة الناس أجمعين ، ونفياً للقيود المفروضة على الاقتصاد وحصر السلعة في يد معينة ، أضف إلى ذلك إباحة الربا والاحتكار والغش والتدليس ، بل كل الموبقات الاقتصادية المحرمة
وإني بصدد إصدار كتاب في المذاهب الفكرية الغربية وتبعاتها العالمية ،أرجو من قارئي الدعاء لي بالبركة في الوقت ، وإنجاز العمل في القريب العاجل .
فاللبرالية الغربية تعنى حق الفرد في الحياة كما يريد ، دون التقيد بأي قيد أو شرط ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : دَعْه يفعل ما يشاء ، ويَمُر من حيث يريد ، ولا شك أن هذه المطالبة جاءت للتحرر من قيود الكنيسة ، التي حرفت الإنجيل ، وأخرجته من وحي الهي إلى كلام بشري ،وسيكون مقالي التالي في ابرز القضايا التي تمثل وتد الخيمة في الفكر اللبرالي .
فاللبرالية الغربية تعنى حق الفرد في الحياة كما يريد ، دون التقيد بأي قيد أو شرط ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : دَعْه يفعل ما يشاء ، ويَمُر من حيث يريد ، ولا شك أن هذه المطالبة جاءت للتحرر من قيود الكنيسة ، التي حرفت الإنجيل ، وأخرجته من وحي الهي إلى كلام بشري ،وسيكون مقالي التالي في ابرز القضايا التي تمثل وتد الخيمة في الفكر اللبرالي .